الــــندى و الجــمد
يحتوي الهواء المحيط بنا دائما على بعض الماء في هيئة بخار . وفي الأيام التي يكون هواؤها "حبيسا" أو ثقيلا ، تزيد كمية الماء في الهواء ، غير أنه في أشد أيام الصيف حرارة ، لا يكون الهواء أبدا جافا تماما . فلو أنك جلست في الخارج في يوم عليل من أيام الصيف وأمامك مشروب مثلج ، فانك ستلاحظ أن الكوب سرعان ما تغطى بطبقة من النقاط المائية الدقيقة . وعلى أساس نفس الظاهرة ، فان نوافذ مطبخك سيخرج منها البخار إذا كان الجو في الخارج باردا ، وكان الهواء في الداخل مشبعا بماء القدور أو الأباريق . وترينا هذه الملاحظات العادية أن بخار الماء الموجود في الجو ، والذي لا يمكننا لرؤيته ،يتكاثف على الأشياء الباردة (كالكوب والنوافذ ) مكونا طبقة رقيقة من الماء يمكن رؤيتها .
ولقد سبق لنا القول أنه حتى في أشد أيام الصيف حرارة يظل الهواء محتويا على بخار الماء ، وقد تتساءل عن مصدر هذا الماء رغم أن الدنيا لم تمطر . وجواب ذلك هو أن البخار ، قريبا من البحر أو البحيرات أو مجاري المياه ، يتكون بالدرجة الكبرى نتيجة تبخر الماء من هذه المصادر . أما الأماكن البعيدة عن المساحات المائية الكبيرة المكشوفة ، فان البخار يتكون من الماء الذي يخرج من أوراق النباتات ، والذي أمتصته الجذور من الطبقات العميقة من التربة .
وطالما كانت الشمس ساطعة والحرارة مرتفعة ، فان هذا البخار يبقى في الهواء ولا يمكننا رؤيته . أما إذا برد الهواء ، فان البخار يتحول ثانية إلى ماء .
تكون الندى
في الليالي الصافية من ليالي أواخر الربيع أو الصيف أو أوائل الخريف تفقد الأرض التي تكون الشمس قد دفأتها نهارا ، الحرارة بالإشعاع . ونظرا لعدم وجود السحب التي تعمل كملاءة وتحفظ الحرارة في الداخل ، فان سطح الأرض يبرد بسرعة كبيرة وتبرد معه طبقة من الهواء قرب الأرض . ويبدأ بخار الماء ، الذي يكون قد أنتشر في الهواء عندما كان الجو دافئا أثناء النهار ، في التكاثف من هذه الطبقة الرقيقة الباردة من الهواء ، ويكون نقاطا من الماء تستقر على الأرض والمزروعات القريبة منها . والماء المستقر بهده الوسيلة يسمى الندى .
وعندما ترتفع الحرارة ، في الصيف ، سرعان ما يتبخر الندى مع طلوع الشمس ، بحيث يتحتم عليك الاستيقاظ مبكرا إن أنت أردت رؤيته .
أما في الربيع والخريف فان الندى يستقر على الحشائش إلى وقت متأخر من الصباح .
وفي المناطق الصحراوية من العالم ، حيث تندر الأمطار ، يكون الندى كافيا لتزويد النباتات الصحراوية بالماء الذي يكفي للإبقاء على حياتها مند هطول المطر وحتى المطر التالي .
الجمـــد
إذا انخفضت درجة حرارة التربة ليلا إلى ما تحت درجة التجمد ، فانه يمكن حدوث أحد أمرين : إما أن يتجمد الندى الذي يكون قد سبق تكونه وينتج عنه ثلج ، وإما اذا انخفضت درجة الحرارة انخفاضا سريعا إلى ما دون درجة التجمد ، لا يستقر ماء البتة ويتحول البخار الموجود في الهواء مباشرة إلى بلورات دقيقة من الثلج . ويسمى هذا أحيانا بالندى المتجمد . وفي الربيع والخريف تكون الليالي ، رغم برودتها ، قصيرة نسبيا . ويكاد إشعاع الحرارة من الأرض أثناء الليل يكفي لتبريد التربة نفسها ، وكذلك طبقة رقيقة من الهواء إلى ما تحت الصفر .
ويتكون الجمد ، تحت هذه الظروف ، على سطح الأرض نفسها وعلى النباتات القصيرة ، ويسمى مثل هذا الجمد "جمد الأرض" وفي الشتاء ، حينما تطول الليالي وتنخفض درجات الحرارة عموما ، قد تبرد كتل كبيرة من الهواء إلى ما تحت درجة التجمد ، وهذه قد تغطي سطح الأرض إلى ارتفاع محسوس . وبهذه الطريقة يتكون الجمد على الأشياء العالية كأسلاك التليفون والأشجار وعلى الأرض . ويسمى مثل هذا الجمد "جمد الهواء"
ورغم أن يكون الهواء شديد البرودة في الشتاء ، فان الأرض في بعض البلاد نادرا ما تتجمد إلى عمق يزيد عن بضعة بوصات قليلة ، لأن التربة عازل جيد للحرارة . وفي الأجواء الباردة حقا كجو شمال كندا أو سيبيريا ، فان الأرض تتجمد بشكل دائم إلى عمق عدة أقدام . ونظرا لكون الأرض تعد عازلا جيدا للحرارة ، فهي تحمي جذور النباتات المعمرة من التلف بسبب الجمد في الشتاء .
اعداد : قاسم غياث الحاج قاسم
qasimh111.malware-site.www
يحتوي الهواء المحيط بنا دائما على بعض الماء في هيئة بخار . وفي الأيام التي يكون هواؤها "حبيسا" أو ثقيلا ، تزيد كمية الماء في الهواء ، غير أنه في أشد أيام الصيف حرارة ، لا يكون الهواء أبدا جافا تماما . فلو أنك جلست في الخارج في يوم عليل من أيام الصيف وأمامك مشروب مثلج ، فانك ستلاحظ أن الكوب سرعان ما تغطى بطبقة من النقاط المائية الدقيقة . وعلى أساس نفس الظاهرة ، فان نوافذ مطبخك سيخرج منها البخار إذا كان الجو في الخارج باردا ، وكان الهواء في الداخل مشبعا بماء القدور أو الأباريق . وترينا هذه الملاحظات العادية أن بخار الماء الموجود في الجو ، والذي لا يمكننا لرؤيته ،يتكاثف على الأشياء الباردة (كالكوب والنوافذ ) مكونا طبقة رقيقة من الماء يمكن رؤيتها .
ولقد سبق لنا القول أنه حتى في أشد أيام الصيف حرارة يظل الهواء محتويا على بخار الماء ، وقد تتساءل عن مصدر هذا الماء رغم أن الدنيا لم تمطر . وجواب ذلك هو أن البخار ، قريبا من البحر أو البحيرات أو مجاري المياه ، يتكون بالدرجة الكبرى نتيجة تبخر الماء من هذه المصادر . أما الأماكن البعيدة عن المساحات المائية الكبيرة المكشوفة ، فان البخار يتكون من الماء الذي يخرج من أوراق النباتات ، والذي أمتصته الجذور من الطبقات العميقة من التربة .
وطالما كانت الشمس ساطعة والحرارة مرتفعة ، فان هذا البخار يبقى في الهواء ولا يمكننا رؤيته . أما إذا برد الهواء ، فان البخار يتحول ثانية إلى ماء .
تكون الندى
في الليالي الصافية من ليالي أواخر الربيع أو الصيف أو أوائل الخريف تفقد الأرض التي تكون الشمس قد دفأتها نهارا ، الحرارة بالإشعاع . ونظرا لعدم وجود السحب التي تعمل كملاءة وتحفظ الحرارة في الداخل ، فان سطح الأرض يبرد بسرعة كبيرة وتبرد معه طبقة من الهواء قرب الأرض . ويبدأ بخار الماء ، الذي يكون قد أنتشر في الهواء عندما كان الجو دافئا أثناء النهار ، في التكاثف من هذه الطبقة الرقيقة الباردة من الهواء ، ويكون نقاطا من الماء تستقر على الأرض والمزروعات القريبة منها . والماء المستقر بهده الوسيلة يسمى الندى .
وعندما ترتفع الحرارة ، في الصيف ، سرعان ما يتبخر الندى مع طلوع الشمس ، بحيث يتحتم عليك الاستيقاظ مبكرا إن أنت أردت رؤيته .
أما في الربيع والخريف فان الندى يستقر على الحشائش إلى وقت متأخر من الصباح .
وفي المناطق الصحراوية من العالم ، حيث تندر الأمطار ، يكون الندى كافيا لتزويد النباتات الصحراوية بالماء الذي يكفي للإبقاء على حياتها مند هطول المطر وحتى المطر التالي .
الجمـــد
إذا انخفضت درجة حرارة التربة ليلا إلى ما تحت درجة التجمد ، فانه يمكن حدوث أحد أمرين : إما أن يتجمد الندى الذي يكون قد سبق تكونه وينتج عنه ثلج ، وإما اذا انخفضت درجة الحرارة انخفاضا سريعا إلى ما دون درجة التجمد ، لا يستقر ماء البتة ويتحول البخار الموجود في الهواء مباشرة إلى بلورات دقيقة من الثلج . ويسمى هذا أحيانا بالندى المتجمد . وفي الربيع والخريف تكون الليالي ، رغم برودتها ، قصيرة نسبيا . ويكاد إشعاع الحرارة من الأرض أثناء الليل يكفي لتبريد التربة نفسها ، وكذلك طبقة رقيقة من الهواء إلى ما تحت الصفر .
ويتكون الجمد ، تحت هذه الظروف ، على سطح الأرض نفسها وعلى النباتات القصيرة ، ويسمى مثل هذا الجمد "جمد الأرض" وفي الشتاء ، حينما تطول الليالي وتنخفض درجات الحرارة عموما ، قد تبرد كتل كبيرة من الهواء إلى ما تحت درجة التجمد ، وهذه قد تغطي سطح الأرض إلى ارتفاع محسوس . وبهذه الطريقة يتكون الجمد على الأشياء العالية كأسلاك التليفون والأشجار وعلى الأرض . ويسمى مثل هذا الجمد "جمد الهواء"
ورغم أن يكون الهواء شديد البرودة في الشتاء ، فان الأرض في بعض البلاد نادرا ما تتجمد إلى عمق يزيد عن بضعة بوصات قليلة ، لأن التربة عازل جيد للحرارة . وفي الأجواء الباردة حقا كجو شمال كندا أو سيبيريا ، فان الأرض تتجمد بشكل دائم إلى عمق عدة أقدام . ونظرا لكون الأرض تعد عازلا جيدا للحرارة ، فهي تحمي جذور النباتات المعمرة من التلف بسبب الجمد في الشتاء .
اعداد : قاسم غياث الحاج قاسم
qasimh111.malware-site.www