بكتيـريا
ملخص لتاريخ عجيب : اكتشاف البكتيريا
مند أقل من ثلاثمائة سنة ، كان الاعتقاد لا يزال سائدا بان الأوبئة مبعثها " الأرواح الشريرة " أو " حكم القدر " وإذا فرضنا أن سألنا أحدا ، حتى ولو كان طبيبا ، عن سبب مرض الكوليرا ، لكانت إجابته أن هذا المرض الفظيع سببه إحدى الأرواح الشريرة ، مما كان يطلق عليها اسم " روح الكوليرا " . أما اليوم فان مثل هذه الإجابة تثير الضحك حتى ولو كان المستمع لهل طفلا . ومع ذلك فكيف كان أن تكون الإجابة غير ذلك ؟ وما الذي كنا نعرفه عن البكتيريا Bacteria ، تلك الكائنات الغير مرئية للعين المجردة ؟ لا شئ إطلاقا . وقد كانت المصادفة هي وحدها التي قادت الإنسان لاكتشاف هذه الكائنات الميكروسكوبية .
كائنات حية دقيقة لا عداد لها في قطرة من الماء الرائق
في خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر ، كان يعيش في هولندا رجل اسمه أنطوان فان لوفينهوك Antoine Van Leeuwenhoek ، وكان مغرما بصقل وتركيب العدسات . كان يبذل مجهودا ضخما في صناعته ، لدرجة أنه وصل بها لدرجة من الإتقان لم تكن معروفة من قبله . وقد كان لوفينهوك يضع تلك العدسات على كل ما يقع بين يديه . وفي أحد الأيام ، راقب نقطة من ماء المطر ذات مظهر رائق .
فماذا رأى ؟ رأى عددا لا يحصى من كائنات دقيقة تسبح وتنتقل في جميع الاتجاهات . فمن أين أتت ؟ أكانت قادمة من السماء مع ماء المطر ، أم كانت في الإناء قبل سقوط ماء المطر فيه ؟ قام لوفينهوك بفحص مياه الآبار والترع أو تلك التي كان يحتفظ بها عنده في زجاجات ، فوجد في جميع هذه المياه نفس هذه الكائنات الصغيرة . وقد دفعه هذا الاكتشاف إلى ملاحظة الأشياء المختلفة والمتباينة، فوجد أن الأسنان وأمعاء الضفادع والخيول كلها تحتوي نفس الكائنات الدقيقة ، إذن فهي لم تأت من السماء .
بقى بعد ذلك السؤال الصعب : كيف وجدت هذه الكائنات الدقيقة ، كان الاعتقاد في ذلك الوقت أن الذباب والديدان تتوالد في اللحم الفاسد ، أفلا يجوز أن تكون هذه هي نفس الطريقة التي توجد بها الكائنات التي أكتشفها لوفينهوك ؟
هل هو مفتاح السر أم مجرد خيال ؟
وفي منتصف القرن السابع عشر ،اعتقد أحدهم أنه توصل لمفتاح السر . كان هذا هو الأب نيدهام Needham ، وقد أكد أنه في استطاعته إثبات أن تلك الكائنات الدقيقة تتوالد بطريقة مدهشة في حساء الضأن ، أو في مغلي أي نوع من الحبوب . ولكن العالم لم يكن ليقنع بمثل هذه النظريات ، وعلى ذلك قام الأب لازار سبالنزاني Lazare Spallanzanj بإثبات أن نظرية نيدهام ليست سوى خيال بحت .
وأخيرا ذكي الفاظكج الحقيقة
لاحظ المهتمون بهذا الموضوع أن تلك الكائنات تموت اذا تعرضت لمدة طويلة لبخار الماء المغلي . فقام سبالنزاني بإعداد مغلي بعض الحبوب واحتفظ به في زجاجتين ، أقفل إحداهما قفلا محكما لمنع تسرب الهواء إليها ، أما الأذكي الفاظك فغطاها بغطاء عادي من الفلين ، وترك الزجاجتين مدة ساعة كاملة داخل إناء به ماء مغلي. وعندما فحص سبالنزاني محتويات الزجاجتين بعد ذلك ببضعة أيام ، وجد أن الزجاجة المقفلة بالغطاء العادي فقط هي التي تحتوي على البكتيريا ، فلم يعد هناك شك في أن هذه الكائنات الدقيقة تأتي من الخارج ، وأنها تسللت إلى الزجاجة عن طريق السدادة غير المحكمة .
نحن ندين لهم بالفضل
من بين العلماء الذين لاحظوا أول بكتيريا مرضية ، وبالتالي نجحوا في محاربة بعض الأمراض الفظيعة ، نذكر :
لويس باستير Louis Pasteur (1822 – 1926 ) وقد جهز المصل المضاد لمرض الجمرة الخبيثة أو المرض الفحمي ( وهو مرض يصيب الإنسان والحيوان) ، كما أكتشف ميكروب كوليرا الدجاج ، واهتدى أيضا إلى الوسيلة لمحاربته . وعلاوة على ذلك فقد نجح في إثبات أن تخمر النبيذ والجعة وحموضة اللبن سببها البكتيريا الحية الموجودة في الهواء .
كارل ايبرت Karl Ebreth (1835 – 1926 ) وقد عثر على عصيات (باسيلات) الحمى التيفودية .
روبرت كوخ Robert Koch (1843 – 1910 ) وقام بدراسة عصيات الكوليرا ، وفي عام 1882 اكتشف عصيات السل ، وهي التي سميت منذ ذلك الوقت بعصيات كوخ .
فريدريك لوفلر Frederic Looffler (1845 – 1915 ) اكتشف عصيات الدفيتريا ، وفي عام 1890 ، نجح الطبيب الألماني إميل بيرنج Emille Behring في تجهيز المصل المضاد للدفيتيريا .
ألكسندر فليمنج Alexander Fleming ( 1881 – 1955 ) وقد لاحظ في عام 1928 أن نوعا من العفن تكون بطريق الصدفة في مزرعة للمكونات السبحية ، أدى إلى موتها . وبعد أبحاث طويلة ومثابرة شديدة نجح في تحضير مركز من هذه المادة ، وهو الذي عرف باسم بنسيليوم أو البنسيلين .
إعداد : قاسم غياث حاج قاسم
ملخص لتاريخ عجيب : اكتشاف البكتيريا
مند أقل من ثلاثمائة سنة ، كان الاعتقاد لا يزال سائدا بان الأوبئة مبعثها " الأرواح الشريرة " أو " حكم القدر " وإذا فرضنا أن سألنا أحدا ، حتى ولو كان طبيبا ، عن سبب مرض الكوليرا ، لكانت إجابته أن هذا المرض الفظيع سببه إحدى الأرواح الشريرة ، مما كان يطلق عليها اسم " روح الكوليرا " . أما اليوم فان مثل هذه الإجابة تثير الضحك حتى ولو كان المستمع لهل طفلا . ومع ذلك فكيف كان أن تكون الإجابة غير ذلك ؟ وما الذي كنا نعرفه عن البكتيريا Bacteria ، تلك الكائنات الغير مرئية للعين المجردة ؟ لا شئ إطلاقا . وقد كانت المصادفة هي وحدها التي قادت الإنسان لاكتشاف هذه الكائنات الميكروسكوبية .
كائنات حية دقيقة لا عداد لها في قطرة من الماء الرائق
في خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر ، كان يعيش في هولندا رجل اسمه أنطوان فان لوفينهوك Antoine Van Leeuwenhoek ، وكان مغرما بصقل وتركيب العدسات . كان يبذل مجهودا ضخما في صناعته ، لدرجة أنه وصل بها لدرجة من الإتقان لم تكن معروفة من قبله . وقد كان لوفينهوك يضع تلك العدسات على كل ما يقع بين يديه . وفي أحد الأيام ، راقب نقطة من ماء المطر ذات مظهر رائق .
فماذا رأى ؟ رأى عددا لا يحصى من كائنات دقيقة تسبح وتنتقل في جميع الاتجاهات . فمن أين أتت ؟ أكانت قادمة من السماء مع ماء المطر ، أم كانت في الإناء قبل سقوط ماء المطر فيه ؟ قام لوفينهوك بفحص مياه الآبار والترع أو تلك التي كان يحتفظ بها عنده في زجاجات ، فوجد في جميع هذه المياه نفس هذه الكائنات الصغيرة . وقد دفعه هذا الاكتشاف إلى ملاحظة الأشياء المختلفة والمتباينة، فوجد أن الأسنان وأمعاء الضفادع والخيول كلها تحتوي نفس الكائنات الدقيقة ، إذن فهي لم تأت من السماء .
بقى بعد ذلك السؤال الصعب : كيف وجدت هذه الكائنات الدقيقة ، كان الاعتقاد في ذلك الوقت أن الذباب والديدان تتوالد في اللحم الفاسد ، أفلا يجوز أن تكون هذه هي نفس الطريقة التي توجد بها الكائنات التي أكتشفها لوفينهوك ؟
هل هو مفتاح السر أم مجرد خيال ؟
وفي منتصف القرن السابع عشر ،اعتقد أحدهم أنه توصل لمفتاح السر . كان هذا هو الأب نيدهام Needham ، وقد أكد أنه في استطاعته إثبات أن تلك الكائنات الدقيقة تتوالد بطريقة مدهشة في حساء الضأن ، أو في مغلي أي نوع من الحبوب . ولكن العالم لم يكن ليقنع بمثل هذه النظريات ، وعلى ذلك قام الأب لازار سبالنزاني Lazare Spallanzanj بإثبات أن نظرية نيدهام ليست سوى خيال بحت .
وأخيرا ذكي الفاظكج الحقيقة
لاحظ المهتمون بهذا الموضوع أن تلك الكائنات تموت اذا تعرضت لمدة طويلة لبخار الماء المغلي . فقام سبالنزاني بإعداد مغلي بعض الحبوب واحتفظ به في زجاجتين ، أقفل إحداهما قفلا محكما لمنع تسرب الهواء إليها ، أما الأذكي الفاظك فغطاها بغطاء عادي من الفلين ، وترك الزجاجتين مدة ساعة كاملة داخل إناء به ماء مغلي. وعندما فحص سبالنزاني محتويات الزجاجتين بعد ذلك ببضعة أيام ، وجد أن الزجاجة المقفلة بالغطاء العادي فقط هي التي تحتوي على البكتيريا ، فلم يعد هناك شك في أن هذه الكائنات الدقيقة تأتي من الخارج ، وأنها تسللت إلى الزجاجة عن طريق السدادة غير المحكمة .
نحن ندين لهم بالفضل
من بين العلماء الذين لاحظوا أول بكتيريا مرضية ، وبالتالي نجحوا في محاربة بعض الأمراض الفظيعة ، نذكر :
لويس باستير Louis Pasteur (1822 – 1926 ) وقد جهز المصل المضاد لمرض الجمرة الخبيثة أو المرض الفحمي ( وهو مرض يصيب الإنسان والحيوان) ، كما أكتشف ميكروب كوليرا الدجاج ، واهتدى أيضا إلى الوسيلة لمحاربته . وعلاوة على ذلك فقد نجح في إثبات أن تخمر النبيذ والجعة وحموضة اللبن سببها البكتيريا الحية الموجودة في الهواء .
كارل ايبرت Karl Ebreth (1835 – 1926 ) وقد عثر على عصيات (باسيلات) الحمى التيفودية .
روبرت كوخ Robert Koch (1843 – 1910 ) وقام بدراسة عصيات الكوليرا ، وفي عام 1882 اكتشف عصيات السل ، وهي التي سميت منذ ذلك الوقت بعصيات كوخ .
فريدريك لوفلر Frederic Looffler (1845 – 1915 ) اكتشف عصيات الدفيتريا ، وفي عام 1890 ، نجح الطبيب الألماني إميل بيرنج Emille Behring في تجهيز المصل المضاد للدفيتيريا .
ألكسندر فليمنج Alexander Fleming ( 1881 – 1955 ) وقد لاحظ في عام 1928 أن نوعا من العفن تكون بطريق الصدفة في مزرعة للمكونات السبحية ، أدى إلى موتها . وبعد أبحاث طويلة ومثابرة شديدة نجح في تحضير مركز من هذه المادة ، وهو الذي عرف باسم بنسيليوم أو البنسيلين .
إعداد : قاسم غياث حاج قاسم